اكتشاف قدرات بصرية هائلة للجراد

تبين أن الحشرات تستخدم الرؤية بدلا من اللمس لإيجاد مواطئ القدم. كما أن لحشرة الجراد قدرة في أداء مهام معقدة مثل السيطرة البصرية للأطراف تتميز بها عادة الثدييات

قدمت جامعة كمبردج صورا عن جرادة تسير على سلم. وأظهر العلماء للمرة الأولى كيف أن الحشرات حالها حال الثدييات تستخدم الرؤية بدلا من اللمس لإيجاد مواطئ القدم. وجاء الاكتشاف بفضل كاميرات فيديو ذات سرعة عالية حيث استخدومها لتصوير جرادات صحراوية تتسلق سلما صغيرا جدا معمولا لهذا الغرض. وسلطت الدراسة ضوءا جديدا على قدرة الحشرات في أداء مهام معقدة مثل السيطرة البصرية للأطراف تتميز بها عادة الثدييات.

ونقلا عن صحيفة الاندبندنت اللندنية فإن العلماء تمكنوا من خلال سلسلة تجارب مراقبة هذه الحشرات وهي تتسلق سلما بينما كانت هناك كاميرا ذات سرعة عالية جدا تتابع كل تعثر في خطواتها.

كذلك راقب العلماء ما كان يحدث عند إزالة إحدى السلالم في الوسط. فقد وجدوا أن الجراد بدلا من التحسس كان يعتمد على الرؤية لتحديد موطئ القدم.

وقال الدكتور جيرمي نيفن من جامعة كمبردج الذي ترأس فريق البحث في مجلة "البيولوجيا الحالية" العلمية إن "كان الاعتقاد سائدا أن تحريك الأطراف عبر التوجيه البصري معقد جدا ويتطلب حسابات متطورة جدا لأن عليك أن تضع ساقك في المكان الذي تراه لا من خلال اللمس. ويبدو أن سيطرة الأطراف لدى الجراد يدل على أن ذلك يمكن تحقيقه مع حشرات ذات أدمغة صغيرة جدا. إنه مثال آخر على أداء الحشرات لسلوك كنا نظنه وقفا على الكائنات ذات الأدمغة الأكبر مع سيطرة عصبية متطورة جدا مثل البشر والقردة والأخطبوطات".

كذلك كشفت الدراسة عن الفروق ما بين مشي البشر والجراد. فبغياب الرؤية المزدوجة للعينين تعتمد الحشرات على عين واحدة لسيطرة حركات رجلها الواقعة في ذلك الجانب من جسدها. كذلك على عكس البشر وثدييات أخرى مثل القطط يلتزم الجراد بموقع قدم ما قبل رفع رجله، وإذا تغير شيء ما في منتصف صعوده فإنه يفشل في إصابة الهدف.
وعلى عكس ذلك فإن البشر يراقبون التحولات غير المتوقعة خلال صعودهم سلمة ما وهم قادرون على التكيف إن كان ذلك ضروريا.

وقال الدكتور نيفن في دراسته إن "الجراد يقضي وقتا طويلا وهو يمشي ويطير ولديه هوائي صغير وعينان كبيرتان. وهذا ما دفعنا إلى التفكير حول ما إذا كان الجراد يستخدم البصر في إيجاد مواطئ القدم في حركته." وأضاف أن الدراسة "تركز حول كيفية تحقيق الحشرات نتائج مشابهة للكائنات الفقرية مثل البشر أو القطط بخلايا عصبية قليلة وربما بميكانزم ابسط كثيرا"