من قصص الأنبياء

إن الله أرسل رسلاً كثيرين قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل . حيث أن رسالتهم خاصة بأقوامهم وبأماكنهم وأزمانهم أما رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فكانت عامة لكل العالم في كل مكان وكل زمان إلى يوم القيامة . إن الله قد ذكر في القرآن الكريم أسماء خمسة وعشرين رسولاً يجب على كل مسلم الإيمان بهم جميعاً ومنهم :
هود عليه السلام : وهو الرسول الذي أرسله الله إلى قوم عاد الذين عاشوا في بلاد اليمن في منطقة تسمى الأحقاف وهم قوم تميزوا بطول القامة وقوة الأجسام فاعتزوا بقوتهم وطول قوامهم وقالوا من أشد منا قوة ؟ وعبدوا الأوثان التي كان يعبدها قوم نوح من قبل وأكثروا في الأرض الفساد فأرسل الله إليهم نبيه هوداً عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله .
صالح عليه السلام : رسول الله الذي أرسله إلى قبيلة ثمود التي كانت تسكن في مكان يسمى الحجر في الطريق بين الحجاز والشام . ومدن صالح مازالت آثارها باقية إلى الآن يراها من يذهب إلى هذه البقعة . وكانت هذه اللقبيلة تعبد الأصنام وتشرك بالله فأخذ نبي الله صالح يدعوهم إلى عبادة الله وحده غير أنهم رفضوا هذه الدعوة حتى يأتيهم بدليل أو آية يستدلون بها على صدق دعوته فقال لهم صالح : هذه ناقة الله لكم تشربون الماء يوماً وتشرب هي يوماً فلم يعجبهم هذا وعصو صالحاً وكفروا بالله وذبحوا الناقة
شعيب عليه السلام : كانت هناك منطقة اسمها ( أرض مدين ) ببلاد الحجاز قريباً من الشام عند خليج العقبة بالبحر الأحمر وكان أهلها يشتغلون بالتجارة في يسر وغنى غير أنهم عبدوا الله من دون الله وارتكبوا الشرور ونقصوا المكيال والميزان فأرسل الله إليهم شعيباً عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده .
عيسى عليه السلام : إنه المسيح عيسى بن مريم أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل . وكانوا قد انحرفوا بعد موسى وضلوا وارتكبوا الجرائم . وكانت ولادة عيسى عليه السلام عجيبة من العجائب حيث أرس الله تعالى جبريل عليه السلام إلى مريم بصورة رجل فخافت واضطربت فقال لها : لا تخافي فأنت في حفظ الله ورعايته وكما خلق الله آدم من غير أم وأب فهو قادر على أن يخلق ابنك من غير أب . وجاء وقت مولد المسيح وهي وحيدة بعيدة خائفة وولدت بإذن الله غلاماً حملته عائدة لقومها خائفة وحزينة فقابلوها باستنكار وتعجب من أين أتت به ؟ فأشارت مريم إلى الوليد دون أن تتكلم فاشتد عجب القوم فنطق عيسى عليه السلام في مهده بقدرة الله . اندهش القوم من هذه المعجزة ونشأ عيسى مع أمه وبين أهله حتى كلفه الله برسالته إلى بني إسرائيل ليدعوهم إلى المحبة والرحمو وترك المحرمات .