حقيقة العيـــــد

حقيقة العيد
بمناسبة عيد الأضحى المبارك نجدّد تهانينا لكم سائلين الله تعالى أن يعيده علينا ووطننا يتنعم في الأمن والإيمان و الخيرات والبركات.آمـيــــــــــــــن
كثير هي العبادات التي صرنا نتوقف عند صُورها ومظهرها ولا نغوص في لبها وأسرارها ومقاصدها. فالصوم صار في نظر الكثير منا مجرد امتناع عن المفطرات فقط وبعد الغروب يعوض مافات!. وينظرون إلى الصلاة على أنها مجرد حركات لا صلة لها بالعمل والسلوكيات، وإلى الحج مجرد زيارة استطلاعية

سياحية للحصول على لقب الحاج ،وكذلك صار حال العيد مجرد لبس الجديد والتوسعة على الأهل في الأكل واللهو والملبس..،العيد شُرع كي يُجدّد المسلم ارتباطه بالله وبأهله وإخوانه ،فيصل من قطعه وهجره ويعفو عن من أساء إليه. العيد فرصة نعبر فيها عن فرحتنا بالكلمات والابتسامات ، ونوسع على إخواننا الفقراء فيفرحوا مثل غيرهم. العيد محطة للأصدقاء كي يجدّدوا المحبة بينهم بالمصافحة والمعانقة وتبادل التهاني، فكم من مسلم يصلي معك في هذا المسجد ويقف بجانبك لسنوات لا تكلمه ولا تصافحه فيأتي العيد كمناسبة للاتصال ولربما كان بداية للتعارف والصداقة بينكما أو على الأقل تحية الإسلام تبقى قائمة بينكما.
فليس العيد بالاهتمام بمظهرنا لباسا جميلا ويبقى القلب بسواده من بغض وكره وحسد،
وكم هي كلمة عمر بن الخطاب(رض) جميلة
(كل يوم لا أعصي فيه الله فهو عيد) فلتكن أيامنا كلها عيد بالمعنى الحقيقي ولنستدرك
ما فاتنا فنصل من بيننا وبينه جفاء ،سواء بالتسليم أو المصافحة أو عن طريق مكالمة هاتفية. فحينما تصفو القلوب وتخلص دينها لعلاّم الغيوب سيفتح علينا الله بركات من السماء والأرض فنتنعم في الحياة و في الآخرة